اخبار العرب من المحيط للخليج

أفادت الحكومة الأوكرانية عن موجة هجمات جوية روسية مكثفة شملت استخدام العشرات من الطائرات المسيرة (الدرونز)، حيث استهدفت مناطق واسعة في شرق وجنوب ووسط أوكرانيا. وأشارت مصادر رسمية إلى أن هذا الهجوم الجوي الواسع يمثل تصعيداً جديداً في الصراع الدائر بين البلدين منذ أكثر من عامين، حيث قامت القوات الروسية بقصف أهداف مدنية وعسكرية على حد سواء.

ووفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الدفاع الأوكرانية، فإن الهجوم شمل عدة مناطق حيوية، من بينها مراكز للطاقة وبعض المنشآت الصناعية والبنية التحتية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق وإلحاق أضرار مادية كبيرة. وقد أعلنت سلطات الدفاع الجوي الأوكرانية عن إسقاط عدد كبير من هذه الطائرات المسيرة قبل وصولها إلى أهدافها، لكن بعضها تمكن من اختراق الدفاعات وإلحاق أضرار بالغة.

من جانبها، نفت روسيا استهداف المنشآت المدنية، مؤكدة أن عملياتها العسكرية تركز فقط على الأهداف العسكرية والبنية التحتية التي تدعم المجهود الحربي الأوكراني. وأشارت المصادر الروسية إلى أن هذه الضربات تأتي رداً على ما وصفته “بالعمليات التخريبية” التي تنفذها أوكرانيا داخل الأراضي الروسية.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تشهد فيه الجبهات حالة من الجمود النسبي، حيث تحاول كلا الدولتين تعزيز مواقعهما استعداداً للمواجهات المقبلة مع تحسن الأحوال الجوية. كما يتزامن الهجوم مع المناقشات الجارية في الغرب حول زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، حيث تطالب كييف حلفاءها بتوفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة لمواجهة الهجمات الروسية المتكررة.

وقد أدانت العديد من الدول الغربية هذا الهجوم، معتبرة إياه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ودعت إلى ضرورة مساءلة روسيا عن هذه الأعمال. من جهة أخرى، حذرت موسكو من عواقب استمرار تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية، معتبرة أن ذلك يطيل أمد الصراع فقط.

ويشهد الصراع الأوكراني الروسي تصاعداً ملحوظاً في وتيرة الهجمات الجوية المتبادلة خلال الفترة الأخيرة، حيث تستخدم روسيا بشكل متزايد الطائرات المسيرة والصواريخ في ضربات عميقة داخل الأراضي الأوكرانية، بينما تقوم أوكرانيا بردود فعل مماثلة تستهدف المناطق الحدودية الروسية.