Categories: سياسة

وفاة البابا فرنسيس أول زعيم من أميركا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية بعد فترة طويلة من المرض والتحديات الصحية

رحل البابا فرنسيس، المعروف باسم خورخي ماريو بيرجوليو، عن عمر يناهز 88 عاماً، منهياً فترة بابويته التي استمرت 12 عاماً حافلة بالتحديات الصحية والإنجازات الروحية والاجتماعية. وُلد في بوينس آيرس بالأرجنتين عام 1936، وكان أول بابا من أميركا اللاتينية يتولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية، حيث جاء إلى سدة البابوية في عام 2013 بعد استقالة البابا بنديكت السادس عشر، ليقود الكنيسة في مرحلة اتسمت بالانفتاح ومحاولة الإصلاح والتقرب من الفقراء والمهمشين.

خلال سنوات حكمه، عانى البابا فرنسيس من أمراض متعددة، أبرزها التهاب في الشعب الهوائية أدى إلى تفاقم حالته الصحية في الأشهر الأخيرة، حيث نقل إلى مستشفى جيميلي في روما في فبراير بسبب عدوى معقدة في الجهاز التنفسي، وبقي هناك تحت العلاج حتى أُفرج عنه في مارس. رغم معاناته الصحية، ظل البابا يؤدي بعض واجباته بشكل محدود، حيث شارك في احتفالات عيد الفصح الأخير والتقى بعدد من الشخصيات الرسمية، مما يعكس إصراره على الاستمرار في خدمة الكنيسة حتى آخر لحظة.

تميز عهد البابا فرنسيس بمحاولة إعادة توجيه الكنيسة نحو قضايا العدالة الاجتماعية، والدفاع عن حقوق المهاجرين، والاهتمام بالقضايا البيئية، بالإضافة إلى دعوته المستمرة للسلام ووقف الحروب، لا سيما في مناطق النزاع مثل غزة وأوكرانيا. كان صوته بارزاً في مناشدات وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، معتبراً أن الحرب تولد الموت والدمار وتخلق أوضاعاً إنسانية مروعة. كما عمل على تبسيط الطقوس الكنسية وإدخال تغييرات جعلت الكنيسة أكثر قرباً من الناس، مع الحفاظ على القيم الروحية الأساسية.

إعلان وفاة البابا جاء على لسان الكاردينال كيفن فاريل في بيان رسمي من الفاتيكان، حيث وصفه بأنه “تلميذ حقيقي للرب يسوع” كرّس حياته لخدمة الكنيسة والفقراء، وعبّر عن امتنان عميق لإرثه الروحي والإنساني. وتبدأ الآن مرحلة فراغ البابوية التي ستشهد انتخاب بابا جديد يقود الكنيسة في تحديات جديدة، وسط توقعات بأن تستمر الكنيسة في مسيرة الإصلاح والانفتاح التي بدأها فرنسيس.

تفاعل العالم مع خبر وفاة البابا فرنسيس كان واسعاً، حيث أعلنت الأرجنتين الحداد لمدة سبعة أيام، وأبدى قادة دول وشخصيات دينية احترامهم العميق لشخصيته ومسيرته. يظل البابا فرنسيس رمزاً للتواضع والرحمة، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ليس فقط كزعيم ديني، بل كصوت عالمي يدعو إلى السلام والعدالة في زمن مليء بالصراعات والتحديات الإنسانية.

AddThis Website Tools
admin

Recent Posts

وزير الخارجية التركي يؤكد وجود فرصة تاريخية لتحقيق الاستقرار في سوريا ويكشف عن تقدم ملموس في دفع القيادة السورية نحو الانخراط الإقليمي والدولي

في تصريحات هامة وجديدة، أعلن وزير الخارجية التركي أن هناك فرصة تاريخية حقيقية أمام المجتمع…

20 دقيقة ago

ترامب يتنصل من مسؤولية حرب أوكرانيا ويغرد نحو موسكو في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق

في تطور لافت أثار جدلاً واسعاً على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب…

21 دقيقة ago

بوتين من الجبهة الأمامية في كورسك: لا تراجع ولا هدنة في مواجهة التحديات الأمنية

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل حاسمة من الجبهة الأمامية في مقاطعة كورسك، التي زارها…

21 دقيقة ago

بريطانيا تعلن عن تقديم دعم مالي جديد لغزة بقيمة تزيد عن خمسة ملايين دولار في إطار جهود الإغاثة الإنسانية

أعلنت الحكومة البريطانية في بيان رسمي عن التزامها بتقديم مساعدات مالية جديدة إلى قطاع غزة…

22 دقيقة ago

وزير الخارجية البلجيكي يكشف تفاصيل زيارة الدبلوماسيين إلى جنين ويُدين إطلاق النار عليهم رغم التنسيق المسبق مع الجيش الإسرائيلي

في تصريح رسمي ومفصل، أعلن وزير الخارجية البلجيكي أن زيارة مجموعة من الدبلوماسيين البلجيكيين إلى…

23 دقيقة ago