في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات الدبلوماسية التي نشأت مؤخراً بين جنوب السودان والولايات المتحدة، أعلنت حكومة جوبا عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لبحث آلية إعادة نحو 137 من مواطنيها الذين صدر بحقهم أوامر بالترحيل من الأراضي الأمريكية. يأتي هذا التحرك بعد أزمة دبلوماسية حادة تسببت في إلغاء الولايات المتحدة لتأشيرات حاملي جوازات سفر جنوب السودان، إثر رفض الحكومة الانتقالية في جوبا استقبال بعض المرحّلين، مما أثار توتراً بين الطرفين وهدد علاقاتهما الثنائية.
الوفد الذي يقوده وزير المالية والتخطيط ماريال دونقرين أتير، ويضم محافظ بنك جنوب السودان جوني أوهيسا داميان، بالإضافة إلى المدير العام للإدارة العامة للسجل المدني والجنسية والجوازات والهجرة إيليا كوستا فاوستينو، سيعمل بشكل وثيق مع وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي لتسهيل عملية إعادة المواطنين بشكل منظم وقانوني وكريم. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود جنوب السودان لتصحيح المسار الدبلوماسي وإظهار حسن النية في التعاون مع الولايات المتحدة، حيث قدمت الحكومة اعتذارها الرسمي عن الخلاف الذي نشأ بسبب رفضها في البداية السماح بدخول مواطن كان يحمل وثائق سفر مزورة باسم جنوب السودان، وهو في الحقيقة مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما أكدت الحكومة في بيان رسمي على احترامها وتقديرها للرئيس الأمريكي ووزير خارجيته على قيادتهما والتزامهما بسياسة الهجرة، مشددة على حرصها على الحفاظ على علاقات ودية وبناءة مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والأمن الإقليمي والتعاون الاستراتيجي. وأبرز البيان أهمية هذه العلاقات في دعم الاقتصاد الوطني لجنوب السودان، خصوصاً في مجالات النفط والمعادن الحيوية، مع التأكيد على أن البلد يعتز بشراكته مع الولايات المتحدة في ضمان الأمن القومي والاقتصادي.
تأتي هذه التطورات في سياق توتر دبلوماسي كان قد تفجر بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في السادس من أبريل إلغاء تأشيرات حاملي جوازات جنوب السودان بسبب رفض جوبا استقبال المرحّلين، ما دفع جنوب السودان إلى مراجعة موقفه والسماح بدخول المرحّل الكونغولي الذي كان يحمل وثائق مزورة، وهو ما ساهم في تهدئة الأجواء قليلاً. إلا أن الأزمة كشفت عن تحديات كبيرة تواجه العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل وجود عدد كبير من مواطني جنوب السودان في الولايات المتحدة يواجهون خطر الترحيل.
الوفد الذي سيزور واشنطن يحمل رسالة واضحة بأن جنوب السودان يسعى إلى حل هذه القضية بسرعة وبروح من التعاون، مع الالتزام بتسهيل إجراءات إعادة المواطنين بطريقة تحترم حقوقهم وتضمن سلامتهم. كما تعكس هذه الخطوة رغبة الحكومة في إعادة بناء الثقة مع الشريك الأمريكي، وتجنب أي تصعيد قد يؤثر سلباً على العلاقات الثنائية والاستقرار الإقليمي. ومن المتوقع أن تشمل المباحثات بحث سبل تحسين التعاون في مجالات الهجرة والأمن، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين.
في ظل هذه الجهود، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تنفيذ الاتفاقات التي ستتمخض عنها هذه المحادثات، والعمل على معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية المتعلقة بالمواطنين المرحّلين، وضمان حقوقهم القانونية والإنسانية. كما أن هذه الأزمة تسلط الضوء على أهمية الحوار والتفاهم بين الدول في معالجة قضايا الهجرة واللجوء، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجهها دول مثل جنوب السودان التي تعاني من نزاعات داخلية وأزمات اقتصادية تؤثر على مواطنيها في الخارج.
بالتالي، يمثل إرسال هذا الوفد خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات وتصحيح المسار الدبلوماسي بين جنوب السودان والولايات المتحدة، وهو مؤشر على رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات والعمل معاً من أجل مصلحة المواطنين وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الحيوية.
أصدر زعماء كل من بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مشتركًا عبّروا فيه عن قلقهم البالغ تجاه…
أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران، أن العراق…
أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات لافتة بشأن الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس الأمريكي…
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير مثير للجدل، عن تحوّل متصاعد في موقف الإدارة…
أعرب مجلس الرئاسة الليبي عن تهانيه الحارة لدولة العراق حكومةً وشعبًا بمناسبة النجاح اللافت الذي…
سقطت طائرة تدريب حربية تابعة للقوات المسلحة المصرية ما أسفر عن مصرع أفراد طاقمها بالكامل.…