تتعرض مدينة رفح في جنوب قطاع غزة لحملة عسكرية إسرائيلية شرسة تهدف إلى محو تاريخها وهويتها وتحويلها إلى منطقة منكوبة تحت أنقاض المنازل والذكريات، حيث باتت المدينة رمزاً حياً للإبادة والتطهير الممنهج الذي يمارسه جيش الاحتلال بحق سكانها. منذ بداية العدوان، دمرت القوات الإسرائيلية أكثر من 90% من الأحياء السكنية في رفح، وجرفت الشوارع، وأبادت المساجد والأسواق، كما استهدفت المرافق الحيوية مثل المستشفيات التي خرجت جميعها عن الخدمة، بما في ذلك مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الذي تم تفجيره بشكل مباشر، إلى جانب مستشفى الولادة والمستشفى الإندونيسي، مما فاقم من الأزمة الإنسانية وأدى إلى معاناة لا توصف للسكان.
هذا التدمير الممنهج شمل أيضاً البنية التحتية الأساسية، حيث جرى تدمير 85% من شبكات الصرف الصحي، ما حول المدينة إلى بيئة موبوءة قابلة لتفشي الأوبئة والأمراض، بالإضافة إلى تدمير 22 بئراً من أصل 24 كانت توفر المياه الصالحة للشرب لعشرات آلاف العائلات، مما زاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من نقص حاد في الغذاء والدواء والكهرباء. كما تم تجريف عشرات آلاف الدونمات الزراعية وتدمير معظم مقرات البلديات والمؤسسات التعليمية، ما جعل رفح مدينة منكوبة بلا حياة ولا مستقبل واضح.
في الوقت نفسه، أقدم جيش الاحتلال على فرض حصار خانق على رفح، حيث أعلن عن تطويق المدينة بالكامل وافتتاح محور عسكري جديد يسمى “موراج” يفصل رفح عن باقي قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى عزل المدينة وقطع أي صلة بينها وبين المناطق الأخرى، مما يزيد من عزلتها ويجعل سكانها محاصرين بلا مخرج. هذا المحور العسكري الجديد، الذي يعتبر امتداداً لمحور “فيلادلفيا” الذي سبق أن سيطر عليه الاحتلال، يمثل جزءاً من خطة إسرائيلية لإنشاء “منطقة عازلة” تمتد على مساحة واسعة تشمل رفح ومحيطها، بهدف تهجير السكان قسراً وضم أجزاء من القطاع إلى مناطق أمنية تحت السيطرة الإسرائيلية.
تتهم حركة حماس والجهات الفلسطينية الاحتلال بمحاولة محو رفح من الخريطة، ليس فقط عبر التدمير المادي، بل أيضاً من خلال محو الذاكرة الجماعية لسكانها، وتحويلها إلى مقبرة مفتوحة تحت أنقاض المنازل والذكريات، حيث يعيش آلاف الفلسطينيين في ظروف إنسانية قاسية وسط القصف المستمر والدمار الشامل. وتؤكد الفصائل الفلسطينية أن هذه السياسة تمثل إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً ممنهجاً يستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويهدف إلى كسر إرادته وإجباره على الاستسلام.
على الصعيد الدولي، يواجه سكان رفح أزمة إنسانية متفاقمة مع استمرار الحصار ورفض الاحتلال فتح المعابر لإدخال المساعدات الضرورية، مما يفاقم من معاناة المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء. كما أن تدمير المستشفيات والمرافق الصحية يجعل من الصعب تقديم أي رعاية طبية للجرحى والمرضى، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية في المدينة.
في ظل هذا الواقع المرير، تتصاعد الدعوات الدولية والعربية لإنقاذ سكان رفح ووقف هذه المجازر التي تهدد حياة آلاف المدنيين، مع التأكيد على ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار وفتح المعابر، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي باتت ضرورة ملحة لإنقاذ ما تبقى من حياة في المدينة. رفح اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي شهادة حية على حجم المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الحصار والحرب، وتذكير مأساوي بمدى هشاشة حقوق الإنسان في ظل الصراعات المستمرة.
شهدت سوريا ليلة الجمعة-السبت تصعيداً عسكرياً غير مسبوق تمثل في سلسلة غارات جوية مكثفة نفذها…
أكدت حركة حماس في بيان لها أن كل الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق…
في خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، أعلنت الحكومة السورية…
في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة تحذيراً شديد…
شهد قطاع غزة فاجعة إنسانية مأساوية بعد استشهاد عروسين فلسطينيين، علاء أبو العينين وهالة زعرب،…
في ظل تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في سوريا، طالب المبعوث الأممي إلى سوريا والزعيم الدرزي…