اخبار العرب من المحيط للخليج

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات حديثة أن العقبة الوحيدة التي تقف أمام تحقيق هدف إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط هي إسرائيل، مشددًا على أن هذه الدولة تمثل العائق الأساسي أمام جهود نزع السلاح النووي في المنطقة. وأوضح عراقجي أن إيران ترفض بشكل قاطع امتلاك أو تطوير أسلحة الدمار الشامل، وأنها ملتزمة بالدبلوماسية والتفاوض مع الولايات المتحدة وغيرها من الأطراف لتحقيق تفاهمات تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار الوزير الإيراني إلى أن إسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية غير معلنة، ترفض الانضمام إلى معاهدات نزع السلاح النووي، مما يعرقل أي جهود دولية جادة تهدف إلى إخلاء الشرق الأوسط من هذه الأسلحة الخطيرة. وأضاف أن استمرار إسرائيل في تطوير وتعزيز قدراتها النووية يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليميين، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي ويعيق فرص التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات القائمة.

تأتي هذه التصريحات في ظل محادثات دولية غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حيث تسعى الأطراف إلى التوصل إلى تفاهمات تضمن عدم انتشار الأسلحة النووية وتخفيف التوترات في المنطقة. وأكد عراقجي أن إيران مستعدة لاستغلال هذه الفرصة لتحقيق تفاهمات دبلوماسية، معربًا عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من الضغط على إسرائيل للانضمام إلى جهود نزع السلاح النووي.

كما أكد الوزير الإيراني أن تحقيق منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا والتزامًا من جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن إيران ستظل ملتزمة بمبادئها في رفض أسلحة الدمار الشامل، لكنها لن تقبل بسياسة ازدواجية المعايير التي تسمح لإسرائيل بامتلاك هذه الأسلحة دون مساءلة.

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الملف النووي الإيراني توترات متزايدة، حيث تتصاعد المخاوف من سباق تسلح نووي في المنطقة، مما يستدعي جهودًا دولية مكثفة لتحقيق الاستقرار ومنع انتشار الأسلحة النووية. ويؤكد موقف إيران على أهمية معالجة ملف إسرائيل النووي كجزء لا يتجزأ من أي اتفاق شامل يهدف إلى نزع السلاح في الشرق الأوسط.

في المجمل، تعكس تصريحات وزير الخارجية الإيراني موقف بلاده الرافض لوجود أسلحة نووية في المنطقة، مع التركيز على ضرورة التعامل مع إسرائيل كجزء أساسي من أي حل مستدام، وذلك لضمان أمن وسلامة شعوب الشرق الأوسط وتحقيق مستقبل خالٍ من التهديدات النووية.