في وسط أجواء من الألم والدمار، شارك مسيحيو قطاع غزة في قداس الجمعة العظيمة داخل كنيسة القديس برفيريوس اليونانية الأرثوذكسية، التي تعد أقدم كنائس مدينة غزة، والتي تحمل في جدرانها تاريخاً طويلاً من الصمود والتحدي. هذا القداس جاء في وقت تعيش فيه المدينة تحت وطأة قصف إسرائيلي مكثف استهدف مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين، وزاد من معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين ويلات الحرب والدمار.
الكنيسة التي سبق أن تعرضت للقصف في العام الماضي، عندما لجأ إليها العديد من المدنيين هرباً من القصف، أصبحت اليوم ملاذاً روحياً للمسيحيين في غزة، الذين رغم كل الظروف القاسية، أصروا على إحياء طقوسهم الدينية والتشبث بإيمانهم وسط هذه المحنة. وقد حضر القداس مئات من المؤمنين الذين وجدوا في هذه اللحظات فرصة للتماسك الروحي والتعبير عن أملهم في السلام والطمأنينة، رغم المشاهد المؤلمة التي تحيط بهم.
تتميز كنيسة القديس برفيريوس بطابعها التاريخي والمعماري الفريد، وهي ليست مجرد مكان للعبادة بل رمز للصمود والتاريخ المسيحي العريق في غزة، حيث تحمل ذكريات نضال طويل وحكايات عن حماية المدنيين في أوقات الحرب. وقد شهدت الكنيسة أضراراً كبيرة جراء القصف المتكرر، لكنها ما زالت تقف شامخة كرمز للأمل والثبات.
في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، يعيش سكان غزة حالة من الرعب والقلق المستمر، لكن مسيحيي القطاع اختاروا أن يحيوا الجمعة العظيمة بإيمان قوي، متحدين بذلك محاولات اليأس والإحباط. وقد عبر العديد من الحضور عن مشاعرهم المختلطة بين الحزن لفقدان الأحبة والأمل في مستقبل أفضل، مؤكدين أن إيمانهم هو ما يمنحهم القوة لمواجهة هذه الظروف الصعبة.
القداس في كنيسة القديس برفيريوس لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل كان رسالة صمود وتحدٍ لكل من يحاول فرض القهر على أهل غزة، حيث عبّر المشاركون عن تمسكهم بحياتهم وحقوقهم في العيش بكرامة وأمان، مؤكدين أن الروح الإنسانية لا يمكن أن تُكسر مهما اشتدت الظروف.
هذا المشهد الإنساني في غزة يعكس واقعاً معقداً يعيش فيه سكان القطاع، حيث تتداخل المعاناة اليومية مع محاولات الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية، وسط صمت دولي يفاقم من مأساة المدنيين. ورغم كل هذا، يظل الإيمان والتشبث بالقيم الروحية هما النور الذي يضيء دروبهم في أحلك الأوقات، ويمنحهم القدرة على الصبر والمقاومة.
في النهاية، فإن قداس الجمعة العظيمة في كنيسة القديس برفيريوس ليس فقط مناسبة دينية تقليدية، بل هو شهادة حية على قدرة الإنسان على الصمود والتحدي في وجه المحن، وعلى أن الأمل يمكن أن يولد وسط الدمار، وأن الإيمان يبقى السلاح الأقوى في معركة الحياة اليومية في غزة.
في تصعيد جديد يعكس حدة التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، أعلن رئيس لجنة الأمن…
في تطور ميداني جديد على جبهة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بثت سرايا…
في رد فعل سريع وحاد على التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله اللبناني…
أصدرت روسيا تحذيراً شديد اللهجة للولايات المتحدة الأمريكية بشأن احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية في…
أعلن رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس عن هيكل الحكومة الجديدة التي أطلق عليها اسم…
في تصعيد خطير جديد على الساحة الإقليمية، وجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تهديدات قوية ضد…