شهدت العاصمة القطرية الدوحة لقاءً بارزاً جمع بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، برعاية كريمة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث جاء هذا الاجتماع في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خاصة في سوريا والعراق. وقد مثل اللقاء خطوة مهمة في إعادة تفعيل مسارات التعاون العربي المشترك، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، اللذين تجمعهما روابط تاريخية وثقافية عميقة.
وقد أكدت مصادر حكومية عراقية أن اللقاء جاء استجابة للظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، حيث شدد السوداني على مراقبة العراق الدقيقة للتطورات الحاصلة في سوريا، لا سيما التواجد العسكري للكيان الإسرائيلي على الأراضي السورية، معبراً عن موقف العراق الثابت الداعي إلى ضرورة قيام عملية سياسية شاملة تحفظ كافة المكونات الاجتماعية والدينية والوطنية في سوريا، وتحمي المقدسات وأماكن العبادة لجميع المجموعات السكانية التي تشكل نسيج الشعب السوري. كما جدد السوداني تأكيده على أهمية أن تتخذ الحكومة السورية الجديدة خطوات عملية وجادة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يعد مفتاحاً لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته، أكدت الرئاسة السورية في بيان رسمي أن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية بين سوريا والعراق في إطار حرص الجانبين على إعادة تنشيط التعاون العربي المشترك، مشددة على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين. كما أكد الطرفان على ضرورة احترام سيادة واستقلال البلدين ورفض كافة أشكال التدخل الخارجي، معتبرين أن أمن واستقرار سوريا والعراق يشكلان حجر الأساس لأمن المنطقة بأسرها.
وشهد اللقاء اتفاقاً مهماً على تعزيز التنسيق الميداني والاستخباراتي بين الجهات المختصة في البلدين، بهدف ضبط الحدود المشتركة ومكافحة المخاطر والتحديات الأمنية التي تواجههما، وهو ما يعكس رغبة الطرفين في بناء علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتفتح آفاقاً جديدة لتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
هذا اللقاء جاء في وقت تستعد فيه بغداد لاستضافة القمة العربية المقبلة، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي خلال ملتقى السليمانية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيشارك في القمة، معبراً عن ترحيب العراق بحضور الشرع، ومؤكداً أن القمة تمثل مناسبة مهمة لتعزيز التعاون العربي وتعميق العلاقات بين الدول العربية.
وعلى الصعيد السياسي الداخلي العراقي، لم يصدر تحالف الإطار التنسيقي الحاكم أي رد فعل رسمي تجاه اللقاء، رغم تحفظاته المتكررة على العلاقات مع النظام السوري الجديد، في حين وصف زعيم ائتلاف السيادة خميس الخنجر اللقاء بأنه خطوة مهمة في تعزيز التعاون العربي وتكريس منطق الحوار والعمل المشترك، فيما اعتبر قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني أن العراق يعيد تأكيد انتمائه إلى الحضن العربي من خلال هذه الخطوة.
في المجمل، يمثل هذا الاجتماع في الدوحة محطة بارزة في مسار العلاقات العراقية السورية، ويعكس رغبة مشتركة في تجاوز الخلافات السابقة وبناء تعاون استراتيجي يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما يفتح الباب أمام فرص أوسع للتنسيق العربي المشترك في مواجهة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها المنطقة. ويأتي هذا في ظل دعم قطري واضح يسعى إلى تعزيز الحوار والتقارب بين الدول العربية، مما يعزز من فرص نجاح القمة العربية المقبلة في بغداد وتحقيق أهدافها في تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً موسعاً يكشف تفاصيل مثيرة حول دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين…
أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن بثها لمشاهد تظهر قنص…
كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم خلال اجتماعاته مع خمسة من رؤساء…
في تصريح هام يعكس توجهات جديدة في السياسة الاقتصادية الخارجية للبرازيل، أعلن المسؤولون البرازيليون أن…
جدد الرئيس اللبناني تأكيده على الموقف الرسمي الثابت لبلاده بعدم التطبيع مع دولة إسرائيل، مشدداً…
أكد رئيس الأركان العامة للجيش الفرنسي أن روسيا تنظر إلى فرنسا على أنها الخصم الرئيسي…