اخبار العرب من المحيط للخليج

أكد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، أن حزب الله والدولة اللبنانية التزما بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل، مشدداً على أن الحزب لم يخرق بنود الاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ. في المقابل، أشار قاسم إلى أن إسرائيل لم تلتزم بهذا الاتفاق، حيث قامت بخرقه مرات عديدة، مما أدى إلى توتر مستمر على الحدود الجنوبية للبنان.

وأوضح قاسم في تصريحاته أن حزب الله يمنح الدبلوماسية فرصة للتعامل مع الأزمة الحالية، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن هذه الفرصة ليست مفتوحة بلا حدود، وأن الحزب يحتفظ بخيارات أخرى قد يلجأ إليها في حال استمرار إسرائيل في انتهاك الاتفاق واعتداءاتها على الأراضي اللبنانية. وأكد أن استمرار إسرائيل في خرق الاتفاق ورفضها الانسحاب من جنوب لبنان يضع المنطقة على شفير تصعيد جديد قد لا يكون في صالح أحد.

وأشار إلى أن حزب الله يرفض أي محاولات لبحث تسليم سلاحه قبل أن تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، وأنه لن يسمح لأي جهة كانت بنزع السلاح الذي يعتبره جزءاً من حماية لبنان وسيادته. كما لفت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تتحملان مسؤولية التداعيات الناتجة عن عدم التزام إسرائيل بالاتفاق، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الأمم المتحدة واحترام سيادة لبنان.

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تستهدف إسرائيل مواقع تابعة لحزب الله، مما يزيد من حدة التوتر ويهدد بعودة الاشتباكات المسلحة. ويعكس موقف قاسم تمسك حزب الله بموقفه الرافض للانتهاكات الإسرائيلية، مع إبقاء الباب مفتوحاً للحلول الدبلوماسية، لكنه في الوقت ذاته يحذر من أن استمرار التصعيد قد يدفع الحزب إلى اتخاذ إجراءات أكثر حدة للدفاع عن لبنان وشعبه.

هذا الموقف يعكس واقعاً معقداً في المنطقة، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، ويظل ملف الجنوب اللبناني نقطة حساسة تتطلب حواراً جاداً والتزاماً من جميع الأطراف لمنع تجدد الصراع وتحقيق استقرار دائم في المنطقة.