اخبار العرب من المحيط للخليج

عقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو، حيث أكد خلاله حرص قطر على لعب دور فاعل في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة في قطاع غزة. وأوضح الأمير تميم أن بلاده تسعى بكل جدية إلى التوسط لإيجاد حل سياسي يوقف التصعيد العسكري ويعيد الاستقرار إلى المنطقة، معربًا عن أسفه لعدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه سابقًا، مما يعقد جهود السلام ويزيد من معاناة المدنيين.

وأشار الأمير إلى أن قطر تعتزم تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا، خاصة في ظل تعقيدات الأوضاع الإقليمية، مشددًا على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين في معالجة الملفات الساخنة في الشرق الأوسط. كما استعرض الزعيمان خلال اللقاء الاتفاقيات التي سيوقعانها خلال زيارة الأمير التي وصفها الكرملين بأنها “بالغة الأهمية”، ما يعكس عمق الشراكة والتعاون بين موسكو والدوحة.

وتطرق الأمير تميم إلى الملف السوري، مشيرًا إلى أن سوريا تمر بمرحلة دقيقة وحساسة، وأن دعمها يصب في مصلحة جميع الأطراف ويعزز استقرار المنطقة. كما أكد أن الرئيس السوري أحمد الشرع، الحليف القطري، يسعى إلى بناء علاقات متوازنة مع روسيا بعد الإطاحة ببشار الأسد، مما يعكس تحولات مهمة في المشهد السوري.

من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومستقبل سوريا، مشددًا على رغبة موسكو في الحفاظ على سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة. وأكد بوتين أن روسيا ملتزمة بدعم الاستقرار في المنطقة وتسعى إلى تعزيز التعاون مع قطر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، حيث تسعى قطر وروسيا إلى لعب دور الوسيط الفاعل الذي يساهم في تخفيف حدة الصراعات وتحقيق السلام. وتعكس المحادثات المشتركة بين الزعيمين رغبة واضحة في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية التي تؤثر على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما تؤكد هذه اللقاءات على الدور المتنامي الذي تلعبه قطر في السياسة الإقليمية والدولية، من خلال مبادراتها الدبلوماسية التي تهدف إلى بناء جسور الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف، والعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات المستمرة في المنطقة. ويعكس التعاون القطري الروسي تطورًا مهمًا في العلاقات الثنائية، التي تشمل مجالات متعددة من الطاقة إلى الأمن إلى التنمية الاقتصادية، مما يعزز من فرص الاستقرار والتنمية في المنطقة بأسرها.