اخبار العرب من المحيط للخليج

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن نحو 70 طبيبًا عسكريًا في صفوف الاحتياط انضموا إلى عريضة شعبية تدعو إلى وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، بهدف التركيز على جهود استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك. وتعكس هذه الخطوة تصاعد حالة الاستياء والقلق داخل أوساط العسكريين، خصوصًا في القطاع الطبي، الذين يرون أن استمرار الحرب يفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين، بالإضافة إلى تعقيد فرص التوصل إلى حلول سلمية.

وتأتي مشاركة هؤلاء الأطباء العسكريين في العريضة ضمن موجة متزايدة من التوقيعات التي تطالب بوقف إطلاق النار، حيث يعبر الموقعون عن رغبتهم في إيجاد بدائل سياسية ودبلوماسية لإنهاء الصراع، بدلًا من استمرار المواجهات العسكرية التي تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. ويُنظر إلى الأطباء العسكريين على أنهم من الفئات التي تتحمل عبءًا نفسيًا وجسديًا كبيرًا نتيجة الحرب، حيث يتعاملون مباشرة مع جرحى ومصابين من الطرفين، مما يجعل صوتهم ذا ثقل خاص في المطالبة بوقف العنف.

وتشير التقارير إلى أن هذه العريضة ليست سوى جزء من حركة أوسع داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث وقع عليها حتى الآن عشرات الآلاف من المواطنين الذين يعبرون عن رفضهم لاستمرار الحرب، ويطالبون الحكومة بإعادة النظر في استراتيجياتها العسكرية والسياسية تجاه قطاع غزة. ويعكس تزايد أعداد الموقعين، وخاصة من العسكريين، حالة الانقسام والجدل الداخلي حول أفضل السبل للتعامل مع الأزمة الراهنة.

ويُنتظر أن تثير هذه العريضة ردود فعل متباينة بين المسؤولين الإسرائيليين، الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج للبحث عن حلول سلمية، وبين مؤيدي الخطوط العسكرية الصارمة التي تتبعها الحكومة في مواجهة حركة حماس. وفي ظل هذه الأجواء، يبقى مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة أحد الملفات الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر على مسار الصراع ومستقبل العلاقات بين الطرفين.

تجسد هذه التطورات حالة التوتر والقلق التي تسود داخل المجتمع الإسرائيلي، وتعكس الحاجة الملحة إلى حوار وطني شامل يضم مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، بهدف التوصل إلى حلول تحقق الأمن والسلام، وتخفف من معاناة المدنيين والأسرى على حد سواء.