اخبار العرب من المحيط للخليج

أكد الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن سمير التقي أن الأجواء الحالية للمفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تحمل مؤشرات إيجابية، مشيراً إلى أن الطرفين يبديان رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق يخدم مصالحهما المشتركة. جاء ذلك خلال تحليله الأخير لتطورات الملف النووي الإيراني والعلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث أشار إلى وجود تفاهم متبادل بين واشنطن وطهران حول ضرورة تجنب التصعيد.

وأوضح التقي أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لن تلجأ بسهولة إلى الخيار العسكري في تعاملها مع الملف الإيراني، وذلك في إطار قراءته للسياسة الأمريكية الحالية تجاه إيران. وأشار الخبير إلى أن كلا الجانبين يدرك تماماً المخاطر الجسيمة التي قد تنتج عن أي مواجهة عسكرية، وهو ما يدفعهما إلى إعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية.

كما لفت الباحث إلى أن الظروف الإقليمية والدولية الحالية تشكل فرصة مناسبة لاستئناف المفاوضات بشكل جاد، خاصة مع تغير الأولويات الاستراتيجية للعديد من الأطراف الفاعلة في المنطقة. وأكد أن كلاً من واشنطن وطهران تدركان أن التوصل إلى اتفاق جديد سيكون في مصلحة الجميع، رغم الصعوبات والتحديات التي لا تزال قائمة.

من جهة أخرى، استبعد التقي حدوث أي تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه إيران في المدى المنظور، مشيراً إلى أن إدارة بايدن تفضل اتباع نهج الحوار والضغوط المحدودة بدلاً من خيارات المواجهة المباشرة. كما أشار إلى أن إيران بدورها تبدي مرونة نسبية في بعض الملفات، في محاولة منها لتخفيف العقوبات الاقتصادية التي تعاني منها.

هذا التحليل يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية حراكاً دبلوماسياً ملحوظاً، حيث تسعى الأطراف المعنية إلى إيجاد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لإنعاش الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أو التوصل إلى صيغة جديدة تحقق مصالح جميع الأطراف. ويؤكد الخبراء أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذا الملف الشائك الذي يؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة بأسرها.

يذكر أن سمير التقي يعد من أبرز المحللين المتخصصين في الشؤون الإيرانية والعلاقات الدولية، وتتمتع قراءاته وتحليلاته بمصداقية كبيرة في الأوساط الأكاديمية والسياسية. وتشكل آراؤه مرجعاً مهماً لفهم تعقيدات السياسة الأمريكية تجاه إيران والتطورات الإقليمية في الشرق الأوسط.