اخبار العرب من المحيط للخليج

كشفت مصادر مقربة من حزب الله لوكالة فرانس برس أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس، كانت تهدف إلى تصفية أحد كبار المسؤولين في الجناح العسكري للحزب، والمكلف بالمتابعة الميدانية للملف الفلسطيني في لبنان.

وأفادت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن “الضربة الجوية كانت دقيقة ومبنية على معلومات استخباراتية حديثة”، مشيرة إلى أن الشخصية المستهدفة كانت تشرف على “ملف التنسيق العسكري مع الفصائل الفلسطينية في لبنان”. ولم تكشف المصادر عن هوية المسؤول المستهدف أو مصيره بعد الغارة.

من جهتها، لم تعلق القيادة السياسية لحزب الله رسمياً على هذه الأنباء، بينما أكد مراسلون ميدانيون أن المنطقة المستهدفة شهدت تحركات أمنية مكثفة خلال الساعات الماضية، مع انتشار كثيف لعناصر من الحزب في محيط موقع الغارة.

وفي سياق متصل، أفاد مراقبون عسكريون أن “هذا الاستهداف يمثل تصعيداً نوعياً في السياسة الإسرائيلية تجاه حزب الله”، حيث يبدو أن تل أبيب قررت الانتقال من سياسة الردع إلى سياسة الاستباق في مواجهة ما تسميه “تهديدات الحزب”.

يذكر أن هذه التطورات تأتي في أعقاب تصريحات للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حذر فيها من أن “إسرائيل لن تتردد في ضرب أي تهديدات أمنية، أينما كانت”، في إشارة واضحة إلى النشاط العسكري لحزب الله في لبنان.

وتتابع الأوساط الدبلوماسية في المنطقة الموقف بتوجس بالغ، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد إلى مواجهة شاملة على الجبهة اللبنانية، خاصة في ظل التقارير المتواترة عن استنفار غير مسبوق للقوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، وتهديدات متبادلة بين الطرفين.

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة في لبنان إلى “ضبط النفس”، محذرة من “تداعيات خطيرة لأي تصعيد عسكري”، بينما ناشدت الجامعة العربية المجتمع الدولي للتدخل “لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية”.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً غير مسبوق منذ حرب تموز 2006، مع تصاعد الخطاب العدائي بين إسرائيل وحزب الله، وتزايد المخاوف من أن تكون المنطقة على شفا مواجهة عسكرية واسعة النطاق.