اخبار العرب من المحيط للخليج

في ظل تصاعد التوترات العسكرية على الأراضي الأوكرانية، انعقدت القمة الأمنية الأوروبية في باريس بمشاركة قادة من 27 دولة أوروبية، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. تهدف القمة إلى تعزيز الأمن الأوكراني وتقديم الدعم اللازم قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار مع روسيا، وذلك في إطار الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

القمة، التي استضافها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جاءت بالتزامن مع هجمات روسية مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني. وأكد ماكرون خلال كلمته أن العالم يمر بمرحلة حاسمة لإنهاء “حرب العدوان” التي تشنها روسيا، مشددًا على ضرورة تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا لضمان استقرارها على المدى الطويل.

من أبرز نتائج القمة، إعلان فرنسا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 2 مليار يورو، تشمل أنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية. كما ناقش القادة الأوروبيون إمكانية نشر قوات أوروبية في إطار ما يُعرف بـ”قوة الضمان”، التي تهدف إلى ردع أي عدوان روسي مستقبلي وضمان تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

الرئيس الأوكراني زيلينسكي أعرب عن تقديره للدعم الأوروبي، مؤكدًا أن الوقت ليس مناسبًا لتخفيف الضغط على روسيا أو تقليل العقوبات المفروضة عليها. كما دعا إلى اتخاذ خطوات قوية ومشتركة لتحقيق السلام الحقيقي، مشيرًا إلى أن العقوبات يجب أن تبقى سارية بل وتعزز حتى تنسحب روسيا من الأراضي الأوكرانية.

القمة شهدت أيضًا مناقشات حول تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي، حيث تم الاتفاق على إرسال بعثات عسكرية إلى أوكرانيا لتقييم احتياجاتها المستقبلية وتطوير جيش قوي قادر على مواجهة التحديات. ومع ذلك، أشار ماكرون إلى أن نشر قوات الضمان لا يزال يواجه تحديات سياسية ولوجستية، لكنه أكد أن القرار لا يتطلب إجماعًا كاملًا بين الدول المشاركة.

هذا الحدث يعكس التزام أوروبا بدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، مع التركيز على تقديم حلول طويلة الأمد تضمن استقرار المنطقة.