اخبار العرب من المحيط للخليج

تشهد إسرائيل تصاعدًا ملحوظًا في حدة الانقسامات السياسية والاجتماعية في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، مما يثير مخاوف من احتمال اندلاع صراع داخلي. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يكرر تأكيده على عدم السماح باندلاع حرب أهلية، مستشهدًا بموقف مناحيم بيغن خلال أحداث سفينة “ألتالينا” عام 1948، عندما منع صراعًا داخليًا بين المنظمات اليهودية المسلحة والحكومة الإسرائيلية الأولى بقيادة ديفيد بن غوريون.

الانقسامات الحالية تتعمق بسبب قضايا خلافية، أبرزها قانون تجنيد الحريديم، والإصلاحات المقترحة في الجهاز القضائي، وإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار. هذه القضايا أدت إلى استقطاب سياسي حاد وشرخ مجتمعي متزايد، مما يعيد إلى الأذهان صراعات داخلية سابقة في التاريخ الصهيوني.

عوفر أديرت، مراسل شؤون التاريخ في صحيفة “هآرتس”، أشار إلى أن اليمين الإسرائيلي لعب دورًا محوريًا في تأجيج الانقسامات والتحريض ضد شخصيات سياسية تاريخية، مثل حاييم أرلوزوروف الذي اغتيل عام 1933، وإسحاق رابين الذي اغتيل عام 1995. أديرت يرى أن نتنياهو، الذي دخل المعترك السياسي مستغلًا موجات التحريض ضد رابين، يساهم حاليًا في تعميق الانقسامات الداخلية.

في هذا السياق، وصف أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، نتنياهو بأنه يشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، متهمًا إياه بدفع البلاد نحو الدكتاتورية. ليبرمان هدد بالتوجه إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ لطلب إقالة نتنياهو في حال عدم احترام الحكومة لقرارات المحكمة العليا بشأن إقالة رئيس الشاباك.

هذه التطورات تأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات أمنية وسياسية متزايدة، مما يثير تساؤلات حول استقرارها الداخلي وقدرتها على التعامل مع الأزمات المتعددة التي تعصف بها.