واصلت إسرائيل أمس استعداداتها لاجتياح بري وشيك لقطاع غزة بعد أكثر من أسبوع على هجوم حماس غير المسبوق، فيما أعلنت الأمم المتحدة نزوح مليون فلسطيني عن منازلهم في القطاع المحاصر.
وبسبب القصف الإسرائيلي المكثف استحالت أحياء كاملة في مدينة غزة إلى أنقاض، وتكتظ المستشفيات بآلاف الجرحى في القطاع، فيما قدّرت الأمم المتحدة أن مليون فلسطيني نزحوا عن منازلهم خلال الأسبوع الأول من التصعيد
. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة أمس ارتفاع حصيلة الشهداء جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 2450 شخصا. وقالت الوزارة في بيان مقتضب «استشهاد 2450 مواطنا وإصابة 9200 آخرين بجروح مختلفة»
. وحشدت إسرائيل قواتها خارج القطاع الخاضع لحصار مطبق والذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، استعدادا لما قال الجيش إنه هجوم بري وجوي وبحري يتضمن «عملية برية كبيرة».
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت استمرار الحرب على قطاع غزة.
وقال متحدثا إلى جنود قرب غزة «هل أنتم مستعدون لما هو آت؟ سيأتي المزيد»، وفق ما أظهر شريط فيديو.
وأشار المتحدثون العسكريون الإسرائيليون مرارا إلى استعداد الجيش لعملية برية لكنه ينتظر «قرارا سياسيا» بشأن التوقيت.
وقال الجيش إن القوات الخاصة قامت بتوغلات في غزة وعثرت على جثث عدد من الرهائن الـ 126 لدى حماس، من دون تحديد عددها.
وينذر الاجتياح البري لغزة بقتال شوارع عنيف شبيه بالذي وقع في الموصل والفلوجة في العراق إثر الغزو الأمريكي، بل قد يكون أكثر شدة بسبب التحصينات وشبكة الأنفاق الواسعة التي أنشأتها حماس
. ويقول الجيش الإسرائيلي إن مركز عمليات حماس يقع في مدينة غزة شمال القطاع. وامر الجيش الجمعة المدنيين في شمال غزة (1.1 مليون نسمة) إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، وحثهم السبت على عدم الإبطاء. واتهمت إسرائيل حماس بمنع السكان من الفرار لاستخدامهم «دروعا بشرية».