ارتفعت وتيرة المنافسة ما بين غوغل وأمازون في الآونة الأخيرة خصوصًا مع انتهاء مؤتمر غوغل للمُطوّرين I/O 2017، وبعد أن كشفت أمازون عن مُساعدها الرقمي الجديد، إيكو شو Echo Show، المُزوّد بشاشة تعمل باللمس.
وفي وقت احتاجت فيه أمازون لإطلاق جهاز جديد لعرض الإجابات بشكل مرئي، قامت غوغل بنفس الأمر من خلال الكشف عن خاصيّة الردود المرئية خلال مؤتمر المُطوّرين، ليقوم مُساعد غوغل الرقمي -غوغل هوم Google Home- بموجبها ببث الإجابة على أي جهاز قام المستخدم بمزامنته مع المُساعد.
البعض يرى أن الفضل يعود لشركة أمازون التي كشفت للمرّة الأولى عن المُساعدات الرقمية المنزلية كفئة جديدة في 2014، لكن غوغل ومسؤوليها كان لديهم رأي آخر خلال مؤتمر المُطوّرين بعدما قالوا إن غوغل بدأت في تطوير هذا النوع من الأجهزة منذ عام 2013 تقريبًا.
سكوت هوفمان Scott Huffman رفقة ريشي تشاندرا Rishi Chandra، وهما مسؤولان في شركة غوغل، تحدّثا لوسائل الإعلام عن المُساعدات الرقمية مؤكّدين أن الشركة ومنذ 2013 تُركّز على هذه الفئة، فهي طوّرت نموذج أوّلي عبارة عن حاسب لوحي مُزوّد بمجموعة من مُكبّرات الصوت لتلقّي أوامر المستخدم الصوتية ومن ثم الإجابة عليها.
وقال هوفمان أنه بدأ باختبار نموذج للمساعد الرقمي في منزله عام 2013، وهو مساعد كان يستمع لأوامر المستخدم بعد نطق جملة “Hey Google”، لكنه قال مازحًا إنه استيقظ كثيرًا على صوت أولاده وهم يصرخون في وجه المُساعد لأنه لم يكن قادرًا على الاستجابة لأوامراهم الصوتية أبدًا.
وكشف تشاندرا عن مزحة قام بها فريق عمل شركة غوغل الذي قام بتطوير مساعد رقمي يُشبه قرص لعبة الهوكي، لكنه نموذج لا يعمل ويحتوي بعد رفع غطاءه على سمّاعة هاتف قديم، وهذه إشارة على أن تصميم مُساعد إيكو دوت من أمازون كان في مُخيّلة الشركة منذ ذلك الوقت. لكنه اعترف بفضل شركة أمازون ورهانها الناجح في هذا المجال.
وبسبب أهمّية الخوارزميات الذكية التي تقف خلف تلك المُساعدات، استند هوفمان وتشاندرا على التطوّر الحاصل في خوارزميات البحث في غوغل، فالشركة في 2013 أضافت إمكانية فهم الأسئلة الُمركّبة ولم يعد المستخدم بحاجة لطرح الأسئلة بصورة جامدة، حيث يُمكن طرحها وكأنها يُجري حوار مع شخص آخر دون مشاكل. وهذا وفقًا لهما جاء من مُنطلق وجود مساعد رقمي منزلي في خطّة الشركة على غرار ما كُنّا نُشاهده في الأفلام.
واختُتمت المُقابلة بالحديث عن أن المُساعد الرقمي جاء لتحويل تقنيات غوغل من النمط الكتابي فقط إلى النمط الصوتي، فالمُستخدم بإمكانه طرح الأسئلة صوتيًا والحصول على الإجابة بنفس الطريقة، وبنفس الجودة التي يُقدّمها مُحرّك بحث غوغل عند طرح الأسئلة كتابيًا.
وتُركّز شركة غوغل في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، بالإضافة إلى تركيزها على فهم اللغة وتخاطب الآلة مع الإنسان، حيث قامت باستحواذات كبيرة في تلك المجالات، وبدأت أيضًا مجموعة من المشاريع الحالمة داخل مُختبراتها.
وترى الشركة أن الأهم من شكل المُساعد الرقمي ونوع الجهاز هو العقل المُدبّر له، ففي المُستقبل قد يتحوّل الحائط إلى جهاز مُزوّد بمايكروفون ومُكبّرات للصوت، لكن وجود Google Assistant هو الأهم بغض النظر عن أي شيء آخر، ولهذا السبب تُبذل الجهود منذ فترة طويلة للخروج بمساعد رقمي قوي.