لا يخفى على أحد حُب مؤسّسي شركة ون بلس الصينية لشركة آبل ولمؤسّسها ستيف جوبز Steve Jobs، فكارل بي Carl Pei أحد مؤسّسي ون بلس يضع مُجسّم لستيف على مكتبه. كما اختاروا شعار لا للاستسلام استلهامًا من مسيرة آبل وجوبز فيها.
ومن هنا، نجحت الشركة بالفعل في قلب موازين سوق الهواتف الذكية، فهي قدّمت هاتف ون بلس ون في 2013 بمواصفات تقنية رائدة وبسعر لا يتجاوز 300 دولار أمريكي. وهو أمر في ذلك الوقت لم يكن عاديًا أبدًا؛ ففي وقت اعتقدنا فيه أن سوق الهواتف الذكية بدأ بالانحصار في أسماء مُحدّدة، جاءت ون بلس لتغيير كل شيء تقريبًا.
سارت الأمور معهم على ما يُرام في إطلاق أول وثاني هاتف، فنظام الدعوات الذي جاء عن طريق الصُدفة أنشأ هالة إعلامية كبيرة وسوّق للمنتج بنفسه، فلسان حال الجميع كان يتساءل وقتها عن الشركة التي تتجرأ على دخول سوق الهواتف الذكية بهذا السعر وبهذه العقلية التنافسية التي قد تُغضب شريحة كبيرة من الراغبين بشراء الهواتف، فلماذا يحتاج المستخدم ليلهث للحصول على الهاتف في وقت تُباع فيه جميع الهواتف على الإنترنت؟
ولكي لا نبخس الشركة حقّها، حاولت في كل عام التفوّق على ذاتها وتقديم ما هو جديد على الرغم من الصعوبات التي تواجهها، فهامش الربح القليل الذي تفرضه على نفسها لا يُساعدها أبدًا على الاستثمار في تقنيات للمُستقبل، وهو أمر تحدّث فيه مؤسّس الشركة الثاني عندما قال إن ون بلس لم تستخدم شاشة مُنحنية الأطراف في ون بلس 5 لأنها غير قادرة على تغطية التكلفة.
وبما أن الحديث عن ون بلس 5، فإنه الجهاز الذي يعكس بالفعل إعجاب الشركة بآبل، فهي أولًا اختارت نفس تصميم الوجه الخلفي لجهاز آيفون 7 بلس، إذ لا يُمكن التفرقة بينهما سوى من خلال الشعار للوهلة الأولى. وإضافة إلى ذلك، قرّرت الشركة استخدام كاميرا مزدوجة لتُحاكي بذلك نفس التصميم الخلفي لجهاز آبل.
لا مشكلة بكل تأكيد في استخدام كاميرا مزدوجة، فالسوق ليس حكرًا لا على آبل، ولا على غيرها. لكن يبدو أن إصرارها على استخدام كاميرا مُزدوجة أدّى إلى مشاكل في عرض المحتوى داخل الشاشة. وإلى مشاكل على صعيد وثوق المستخدمين كذلك.
بدأت الكثير من الشكاوي تتحدث عن ظهور تأثير غريب أثناء تصفّح المحتوى في فيسبوك مثلًا، إذ تظهر النصوص والصور وكأنها هُلامية، وهو أمر غريب جدًا غير موجود في أي جهاز يعمل بنظام أندرويد. التحقيقات بدأت ونشرت بعض المواقع تقارير تُفيد أن ون بلس داخل نظام تشغيلها تطلب من النظام عرض المحتوى بشكل مقلوب، أي قلب كل شيء يظهر على الشاشة بمقدار 180 درجة.
هذا الأمر جاء لأن الشركة أصرّت على استخدام كاميرا مزدوجة بكل تأكيد، فهي اضطرت لقلب الشاشة ووضع شريحتها أسفل اللوحة الرئيسية عوضًا عن أعلى اللوحة مثلما هو الحال في ون بلس “3 تي” 3T، إذ تستخدم الشركة نفس الشاشة في كلا الجهازين.
الأمر الغريب كان ردود أفعال الشركة، فهي ذكرت أولًا أن هذا التأثير طبيعي جدًا ولا داعي للاستغراب منه. ليقوم بعدها حساب الدعم الفنّي بالرد على أحدهم قائلًا إن المُشكلة من نظر المُستخدم نفسه وليس من الشاشة! وهو ما زاد الطين بِلّه. فحتى لو كان المستخدم على خطأ، لا يُمكن لومه أبدًا ويجب إيجاد طريقة أكثر لباقة للرد.
وهنا يأتي السؤال الأهم، هل آذت الشركة نفسها وتمادت في تقليد آبل؟ ستيف جوبز في 2010 بعد إطلاق آيفون 4 وظهور مشاكل الشبكة، قال لأحدهم إنك على الأغلب تحمل الجهاز بشكل خاطئ ولهذا السبب تختفي الشبكة لديك، غير آبه أبدًا بأساليب الرد على شكاوي المُستخدمين. فهل تعمّدت ون بلس السير على نفس الخُطى؟ أم كان الرد مُجرّد خطأ فردي؟!