خطت السيّارات ذاتية القيادة خطوات كبيرة خلال عام 2017 بعدما قدّمت تيسلا Model 3 الذي يتوفّر بسعر في متناول الجميع تقريبًا، إلى جانب التجارب التي بدأتها شركات مثل آبل وسامسونج، دون نسيان جهود قوقل القديمة/الجديدة التي أيضًا شاركت خلال العام الميلادي الجاري جزء كبير من النتائج التي توصّلت إليها.
في كل مرّة يكون الحديث عن أن تلك السيّارات تعتمد على مُستشعرات ضوئية قادرة على مسح الوسط المُحيط وتقديمه كبيانات رقمية لنظام السيّارة الذي يعتمد على خوارزميات ذكية قادرة على تحليل تلك المُعطيات واتخاذ القرار المناسب خلال أجزاء بسيطة من الثانية، فهي قادرة على رصد وجود جسم أمامهما لتطبيق المكابح، أو للانعطاف إلى اليمين أو اليسار في حالة عدم وجود سيّارات أو عناصر تُعيق مثل تلك القرارات.
الكلام دائمًا ما يكون فردي، أي أن سيّارة واحدة هي التي تقوم بتلك القرارات، وهذا بناءً على المعطيات الموجودة عندها. لكن قوانين وتشريعات، إضافة إلى خارطة طريق هذا النوع من التقنيات، تؤكّد أن القرارات الفردية هي جزء بسيط جدًا من الصورة، فتلك السيّارات بحاجة أولًا، وبشكل دائم، للتواصل فيما بينها لمعرفة حالة الطُرقات وللتعلّم من القرارات التي تُتخّذ، بحيث تكون هناك قاعدة معرفة يستفيد الجميع منها.
بناءً على ما سبق، فإن أحلام مشاهدة أسطول من السيّارات ذاتية القيادة تسير لوحدها في الشوارع ما تزال بعيدة لأن نقطة الاتصال بالإنترنت والاتصال فيما بينها ما تزال حتى الآن تحت التطوير. ولأن تلك المعلومات سرّية، فإن النماذج الموجودة على أرض الواقع تُعطينا فكرة تؤكّد بالفعل بُعدها.
تحتاج الشركات قبل كل شيء لتطوير نظام لتواصل السيّارات فيما بينها، سواءً أكانت ذاتية القيادة أم كانت عاديّة، الأمر الذي لا نشاهده كثيرًا في وقتنا الحالي. هذا النظام بحاجة للاختبار على فترات طويلة جدًا من أجل ضمان مستوى حماية عالي فيه، إضافة إلى سرعة في تبادل البيانات لأن المسألة فيها أرواح، وليست مجرّد رسائل فورية أو مقاطع فيديو.
بناءً على ذلك، فإن الشركات التقنية إذا لم تبدأ باختبار نظام لتواصل السيّارات فيما بينها عبر شبكة الإنترنت، فهذا يعني أن رؤية سيّاراتها ذاتية القيادة في الشوارع أمر بعيد المنال، وهنا الحديث عن سيّارات من الفئة 5 التي تنص على عدم ضرورة وجود سائق خلف المقود. وبشكل تقني، فإن الجيل الخامس من الاتصال 5G يأتي بصورة أساسية للتركيز على تلك السيّارات لتوفير اتصال سريع مع نسبة تأخير قليلة جدًا، الأمر الذي قد يعني أن توفير سيّارات ذاتية القيادة قد يكون مُرتبطًا بتوفير شبكات الجيل الخامس في البلد أو المدنية، وإلا فإن السائق بحاجة لتولّي زمام الأمور.