[ad_1]
لم يتوقع أحمد عوض، عند إصابته منذ 5 سنوات، وهو يلعب بصفوف نادي الإعلاميين بالدرجة الثانية، أن السبب الذي جعله يترك كرة القدم كلاعب ويوقف فكرة الاحتراف في باله سيفتح له بابًا بعد عامين للاحتراف ولكن كمدرب في الصين.
عوضّ، الذي لُقب بـ “أجويرو” بين زملائه في الملاعب تيمنًا باللاعب الأرجنتيني المحترف في صفوف مان سيتي الإنجليزي، أُصيب بقطع في أربطة الكاحل خلال أحد المباريات دعمه مسؤولو نادي الإعلاميين في البداية ولكن استكمل رحلة العلاج بمفرده:”مرجعتش زي الأول وقررت أتجه للتدريب”.
وجد عوض، ابن التسع سنوات، ضالته في نادي مزارع دينا لممارسة كرة القدم ضمن فريق 93؛ حيث ظلّ لمدة سنوات مُهاجمًا أساسيًا لفريقه؛ حيث انضم منه لمنتخبات منطقة الجيزة:”إمام محمدين أراد ضمي لإنبي خلال فترة الناشئين وكذلك وقعت رفقة والدي على عقود انتقال لوادي دجلة ولكن النادي لم يسمح لي سوى للانتقال للمصرية للاتصالات فهو كان العرض الأفضل لهم من وجهة نظرهم”.
عوض، الذي كان يجد في البرازيلي رونالدينيو مثلًا أعلى في الكرة، انضم بعدها لتجمع منتخب مصر مواليد 93 تحت قيادة ربيع ياسين قبل أن ينتقل لصفوف نادي الإعلاميين بالدرجة الثانية بعد ثورة 25 يناير2011 ولكنه أُصيب وفقد حلم احتراف كرة القدم بعد تصعيده للفريق الأول.
في 2014، عوض، الذي يجد في فلسفة الاسباني جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، منهجًا يُساعده في التدريب، كان يتخرج من كلية تربية رياضية تخصص تدريب كرة القدم بتقدير امتياز بالتزامن مع انضمامه وهو في عامه الرابع بالكلية لأكاديمية برشلونة في مصر.
عوض عمل مع الإسباني جوردي وعطية السيد؛ حيث آمن به الأول كثيرًا:”بعد أسبوع عرضوا علي أقود فريق الأكاديمية في حقيقة الأمر كان جوردي متحمسًا لوجودي وكنت دائم التحدث معه بالإنجليزية وسبق وأن درب ميسي في برشلونة”.
بدأ عوض اكتساب بعض المهارات خلال تجربته بأكاديمية برشلونة التي زادت من حماسه تجاه التدريب حتى جاء جوردي في يوم وأخبره أن لديه فرصه للعمل في الصين وإذا أراد الانضمام له عليه إخباره بذلك وتجهيز أوراقه.
الأسرة والأصدقاء والمحيط لم يكن يريد عوض أن يتركهم ويذهب للصين ولكن ـ صاحب الـ 23 عامًا حينها ـ أدى صلاة الاستخارة ووجد كل الأمور تيُسر له فقرر اتخاذ القرار والسفر للعمل رفقة جوردي.
جوردي أقنع عوض بأن تجربة الصين ستكون مفيدة له لتزيد من قدراته وتفتح له تجربة جديدة لاحتراف التدريب؛ حيث عمل معه في قطاع الناشئين بنادي Taiwan rising star FC .
ولكن بعد أسبوع كان هناك خبرًا كالصاعقة بالنسبة لعوض، جوردي قرر الرحيل لروسيا وترك الصين لم يعلم الشاب المصري، صاحب الـ 23 عامًا ماذا سيفعل أو مصيره:”مسؤولو النادي قالوا لي كمل فكملت”.
حاول عوض خلال تواجده بالصين العودة للممارسة الكرة مرة أخرى كلاعب؛ حيث أحضر له وكيل لاعبين عرضًا بنادي رنيرن الصيني؛ حيث ظلّ يلعب مدة شهرين قبل أن تعاوده الإصابة فقرر التركيز في التدريب.
الحياة لم تكن سهلة في الصين فلا يوجد عرب كُثر أو من يتحدث الإنجليزية بمحيطة سوى قلة أهمهم بالنسبة لعوض مساعده في قطاع الناشئين الذي تولى مهمة الترجمة في الملعب حتى تعلم عوض لغة البلد.
خلال 3 سنين اكتسب الخبرة والثقة؛ حيث قاد فريقه الذي يضم أطفالاً يُعد عمرهم على أصابع اليد الاثنتين؛ حيث توّج بأحد البطولات الدولية الودية التي ضمت فرقًا من كندا، هونج كونج وأخرى من أندية السوبر ليج الصيني وتم اختياره كأفضل مدرب بهذه البطولة:”هذا الفريق كان يراه الجميع مستقبل الصين في الكرة وبه طفلين تنفق عليهما الحكومة ليكونا خلفاء ميسي في الملاعب”.
بعدها تولى عوض تدريب فريق تحت 12 سنة بنادي شينزن الصيني؛ حيث عمل أكثر على تطوير مهاراته وخاض فترة معايشة في الصيف الماضي بانجلترا بالتحديد في ناديي آرسنال وتشيلسي.
ومع شينزن قاد عوّض الفريق للتتويج ببطولة ليجد في خطوته بالصين طريقًا لدراسة والعمل في مجال التدريب بصوة جيدة تؤهله للاحتراف فيما بعد للعمل في أوروبا.
وهو الحلم الذي يجعل ـ أجورا كما يناديه الصينيون اقتباسًا من لقبه أجويرو ـ لا يُفكر في العودة للعمل بمصر مرة أخرى خلال الفترة المقبلة:”عملت مع مدربين أجانب من مدارس مختلفة وخضت فترة معايشة في انجلترا وأحاول خلق الأسلوب الخاص بي فأجد احترافي التدريب فرصة لتنمية مهاراتي”.
ويلقى عوض أيضًا تقديرًا في الصين؛ حيث تم دعوته من قبل لحضور مناسبة ضمت لاعبين محترفين منهم علي غزال لإمداد خبراتهم للنشأ الصيني.
عوض حصل على الرخصة الدولية من الاتحاد الأفريقي حين تواجد بمصر وكذلك يعمل على الحصول على أكثر من دورة تدريبة خلال الفترة المقبلة بخلاف اقترابه من الحصول على الرخصة B من الاتحاد الأوروبي:”أتمنى أن أذهب يومًا ما للتدريب في أوروبا”.